الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن من اكثر الأسباب التي تحمي الإنسان هي تقوى الله تعالى ، قال الله تعالى ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا ) سورة الطلاق
وقال الله جل و علا ( إنا كذلك نجزي المحسنين ) سورة الصافات
قال ابن كثير رحمه الله ( أي هكذا نصرف عمن أطاعنا المكاره و الشدائد و نجعل لهم من أمرهم فرجا ومخرجا ) .
و المتقي يعلم أن ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن ويعلم أن ما يصيبه من لأاوء الدنيا و أوبائها إنما هي بتقصير منه سواء بتقصير في حق الله تعالى أو في حق الآدميين أو في تقصيره في الأخذ بالأسباب و اتخاذ المتاح من الأبواب
وحينئذ إذا أصيب الإنسان بمصيبة يعلم أنها بتقصيره كما قال الله تعالى ( وما أصابكم من مصيبة فيما كسبت ايديكم و يعفوا عن كثير وما أنتم بمعجزين في الأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير ) سورة الشورى .
فلا يقول المتقي لماذا هذا ؟ ولا يقول : كيف هذا ؟ لأنه يعلم أن كل بلاء فبتقصير أو لرفعة أو لامتحان ، فيميز الله الخبيث من الطيب و تظهر المعادن من الناس و يتجلي المؤمنون المعتصمون به سبحانه و تعالى من الكاذبين الملتجئين إلى غيره ، فيزداد المؤمن حمدا لله تعالى ، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم ، فعن عائشة رضى الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى ما يحب قال " الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات " وإذا رأى ما يكره قال " الحمد لله على كل حال " رواه ابن ماجه في سننه وحسنه الألباني .
لذلك يجب على المؤمن الموحد أن يتق الله و أن يلتجأ في أموره كلها لله عز وجل و أن يتبع هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع كل أمور حياته .