الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم
الانسان في هذا العصر منهمك في دوامة الحياة اليومية ، و اصبح كل واحد منا كأنه الة تقوم بالمهام و التفاصيل المطلوبة منها منذ ان تستيقظ صباحا حتى تلقيك منهكا فوق سريرك في المساء .
الذهاب للعمل و قضاء الوقت فيه طوال النهار ، رسائل الموبايل و البريد الالكتروني و الفيس بوك و تويتر و اليوتيوب و الفضائيات ، اعمال مؤجلة كلما تذكرتها امتلكك الهم ، التزامات اجتماعية و غيرها .
ولكن يجب ان نعي ان نظم الاتصالات المتقدمة ليست هي المشكلة قطعا ، بل هي نعمة من الله يجب تسخيرها فيما يرضيه لقد استفدنا منها الكثير و لكن خسرنا منها صفاء الذهن و خلو البال و التأمل و السكون من حولنا .
حينما يكون الانسان في فلاة من الارض و تناديه عشرات الاصوات تتناهشه من كل جهة فإنه يزداد تيها و ذهولا .
ومن افظع نتائج هذا الانهماك المضني في تروس المدينة المعاصرة تلك القسوة التي تدب إلى القلوب فتستنزف الايمان و تفرغ السكينة الداخلية .
اعتقد انه قد حان الوقت لنهرب من تطاحن المدينة المعاصرة و نعيد شحن ارواحنا بنسيم الايمان !!
ألم يأن لنا أن نرقق قلوبنا بالقرآن ... ؟!
فالقرآن هو المفزع لتزكية النفوس و ترقيق القلوب و تصفية الارواح وانتشالها من الثقلة الارضية ليس استنباطا او وجهة نظر بل حقيقة دل عليها القرآن ذاته .
قال الله تعالى ( فذكر بالقرآن من يخاف وعيد ) سورة ق
و قال الله تعالى ( قل إنما أنذركم بالوحي ) سورة الأنبياء
ووصف الله تعالى القرآن بأنه موعظة ( يأيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم ) سورة يونس
و الحقيقة ان هناك الكثير من المشاهدات الاجتماعية في حياتنا اليومية يجب ان نتأمل بعضها في ضوء القرآن ، و نتنقل بين الآيات و نقلب معانيها و نحاول ان نستخلص هدايات القرآن في مثل هذه الأحداث والمواقف .
فهناك اسرار مدهشة من اسرار القرآن في تليين القلوب و ترقيقها و تزكية النفوس و بناء السمو و الرقي و الجمال الأخلاقي .