وصية النبي صلى الله عليه وسلم بأهل مصر
قال أبو ذر الغفاري رضي الله عنه ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، : " إنكم ستفتحون مصر وهي أرض يمسى فيها القيراط ، فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها ، فإن لهم ذمة و رحماَ - أو قال - ذمة و صهرا " .
أخرجه مسلم و الإمام أحمد في مسنده و البيهقي في السنن و ابن حبان .
قوله : " وهي أرض يسمى فيها القيراط " قال العلماء : القيراط جزء من أجزاء الدينار و الدرهم وغيرهما ، وكان أهل مصر يكثرون من استعماله و التكلم به
قوله : " فإن لهم ذمة ورحما أو ذمة و صهرا "
أما الذمة : فهي الحرمة و الحق .
و أما الرحم : فلكون هاجر أم اسماعيل منهم .
و أما الصهر : فلكون مارية أم إبراهيم منهم .
الفوائد من الحديث
1- فيه الوصية بأهل مصر و الإحسان إليهم لما لهم من الحق و الحرمة .
2- في الحديث دلائل كثيرة من دلائل النبوة منها :
إخباره صلى الله عليه وسلم ، بأن هذه الأمة ستكون لها قوة و شوكة بعده بحيث يقهرون العجم و الجبابرة ، ومنها :
إخباره بفتح مصر ، ومنها إشارته صلى الله عليه وسلم إلى صفة من صفات القوم وغير ذلك .
3- فيه دلالة على أن الإسلام لم ينتشر بالإكراه والقهر ، وإنما بالإحسان و حسن المعاملة فدخل الناس في دين الله أفواجا عن رغبة و اختيار .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .